قم ياصغيري فالصباح أنارا والشمس تبسط فوقنا الأنوارا
كم كنت ترقب في المساء بلهفة هذا الصباح لتبدأ المشوارا
أعددت لليوم الجميل حقيبه ولبست من حلل الكسا أزهارا
ووضعت في جيب الحقيبه خبزه لم تشتهِ أن تأكل الإفطارا
أهدأ صغيري سوف ننظر ما ورا هذا الحماس فآتنا الأخبارا
جاء الصغير وفي معيّته أب لولا جموع الرائحين لطارا
لما تراءت من بعيد قلعه همّ الصغير بأن يلوذ فرارا
والخوف يملأ كل جانحه له وكأنما فرضوا عليه حصارا
ورأى جموعاَ لم يشاهد مثلها أترىأ من خلف الجدارا جدارا
هذا وذاك وهؤلاء تجمعوا والكل صاروا في الزحام صغارا
وعلا صراخ الخائفين وأمطرت سحب العيون دموعها إمطارا
وقف العميد حيالهم في حيره مهلاَ بنّي فأنتم الشطارا
لكن مدحه لم يفد شيئاَ وقام منادياَ محتارا
أين الأخصائي وأين مدرس في علم نفس الطفل ليس يبارى
جئني بمرضعه تسكت طفلها أسرع فأني لم أعد صبارا
جاء الوكيل وكان يحسب أنه ماكان يغضب أو يكن قد ثارا
هل تنفع الحلوى وهل يجدي معاَ بسكوت "ماري " كلهن حيارا
أم أن شفاط العصير يفيدنا مهما نلوح يمنه ويسارا
هذا " احمد" يسرج خيله وأرى "سيديا " الفارس المغوارا
رتبت على كتف الصغير أصابع تجري الحنان تدفقاَ سيارا
نحن الرعاة فدع أمورهم لنا إنا تعودنا الشقاء جهارا
بدأت معاناة المعلم بينهم إصبر عليهم واقبل الأقدارا
بل وأحتسب أجراَ عظيماَ عند من يجزي الجزاء مضاعفاَ مكثارا
هذا امتحان الصابرين لصبرهم هلا أتخذت من الوفاء شعارا
أيام تمضي إنهن قلائل بعد العويل ستسمع المزمار
وغداَ سيصبح بالعلوم مسلحاَ وينال علماَ زاهراَ مدرار
وسيسعد الأهلون حينئذ ٍ إذا هذي النجوم تحولت أقمارا
بعد الجهاله كيف يغدو عارفاَ رسم الصغير على الطريق مسارا
وعلى الهدايه في سبيل محمدٍ يختار فيها صحبة أخيارا
يامن تظن بأننا في راحة خضنا مع مهج الصغارغمارا
هل من يقدر في البريه جهدنا ويكف عنا لائماَ ثرثارا
شرفي وفخري أن أكون معلماَ لو لم أنل في مهنتي مقدارا
أفلا عجبتم من معلم صبيه صاغ الهموم بفنه أشعارا
إن التقى معيار كل موفقٍ لا شيْ آخر غيرها معيارا
تحيــــاتي