ابدأ بآلاتي هل من الممكن السماح لمشروع تقسيم العراق في ظل نوازع إيران بامتلاك القوة النووية ؟
سؤال لابد من الإجابة عليه قبل الدخول في تفاصيل موضوع امتلاك إيران القوة النووية ولا يخفى على أحد أن العراق القوي كان يشكل والى وقت قريب صمام أمان أمام تطلعات إيران التوسعية والتي طالما انتهجتها الحكومات الإيرانية وان اختلفت أشكالها وما ترتديه تلك الحكومات ولغرض عدم الخوض في التاريخ البعيد أو القديم ولنأخذ شاهد على ما نقول وهو ما حصل أبان وصول الخميني إلى سدة الحكم في إيران ورفعه لشعار تصدير الثورة وكيف تصدى العراقيون لذلك المشروع من خلال حرب الخليج الأولى وكيف نضح العراقيون الدم بكرم قلما تعرفه الشعوب فحرب الاحتواء تلك استطاعت أن تحتوي جميع ذلك الزخم الذي تم توجيهه نحو الغرب لمحاولة النزول من الهضبة الإيرانية إلى السهل الرسوبي ثم الامتداد نحو الجنوب نحو الجزيرة العربية ومحاولة الإحاطة بالخليج- وهنا وكما يقال تسكب العبرات – ليصبح الخليج بحيرة إيرانية تتحكم إيران بجميع مواردها خصوصاً بعد توارد الأخبار عن قرب نضوب البترول الإيراني وتزعزع الأمن الاقتصادي الإيراني لذلك رفع الخميني شعار تصدير الثورة وحصلت الحرب لتقبر تلك التطلعات وذلك الطموح .
بعد هذه التوطئة التاريخية يصبح السؤال هل أن من مصلحة العالم بشكل عام وأمريكا بشكل خاص السماح لإيران بامتلاك القوة النووية حتى وان كانت إيران حليف خفي للولايات المتحدة .؟
أن سعي إيران لامتلاك تلك التكنولوجيا يعني انفرادها في المنطقة بامتلاك قوة خارقة لا يمكن التصدي لها من قبل جميع القوى الإقليمية بضمنها إسرائيل فمقدار قوة الدول لا يقتصر فقط على إمكانيتها العسكرية و إنما يمتد إلى كيفية استغلال تلك الدولة لعوامل قوتها مثل جغرافيتها التي تشمل سعة مساحة الدولة ومقدار قدرتها على امتصاص واستيعاب الفعل العسكري الموجه ضدها ثم محاولة الرد بعد تلقي الضربة الأولى و ديموغرافيتها من حيث عدد سكان الدولة وتنوع أعراقهم ومدى تلاحمهم ومستوى التقدم العلمي والتكنولوجي بالإضافة إلى عوامل القوة الأخرى الاقتصادية والسياسية تلك العوامل تجعل من إيران قوة لا تضاهى في المنطقة بغياب دور العراق الذي ارتأت القوة الأولى في عالم اليوم تغييبه عن الساحة الإقليمية والدولية فلم يكن دور العراق في أي يوم مضى منذ اكتشاف أول بئر نفطي في منطقة الخليج العربي إقليميا قط و إنما كان للعراق وسيظل دور مؤثر في العلاقات الدولية . من ذلك نرى أن الكفة تميل لصالح إيران على حساب إسرائيل باعتبارها القوة المؤهلة والوحيدة لردع إيران من اتخاذ خطوات باتجاه استئثارها في منطقة الخليج فكم من الوقت تستطيع إسرائيل أن تستمر في مواجهه مع إيران وماهي قابلية إسرائيل في استيعاب ضربة إيرانية استباقية؟ سؤال يحتاج إجابة
الخيار الآخر المطروح هو أن يبقى الوجود الأمريكي في المنطقة وبالقدر الذي يكون من خلاله قوة ردع للجانب الإيراني وهذا خيار من الصعب إقناع دافع الضرائب الأمريكي به من خلال تجربة السنين الأربع الماضية فعليه فان وجب البحث عن بدائل أخرى تكون مقبولة من جميع الأطراف ذات العلاقة .آذن من خلال ما تقدم ما هي البدائل المتاحة ؟
أن الخليج العربي يعتبر في عالم اليوم المنطقة الأخطر والاهم حيث من هذه المنطقة يستخرج ما يقرب من 45% من بترول العالم وتحتفظ هذه المنطقة بما يقرب من 65% من احتياطي البترول المؤكد في العالم هذا يعني أن آخر برميل نفط سوف يستخرج من هذه المنطقة وكما هو معلوم فان أن النفط بالنسبة للدول الصناعية بل لا نغالي إذا قلنا لجميع دول العالم هو سلعة غير قابلة للمساومة تحت أي ظرف فهل من مصلحة الولايات المتحدة أو العالم في أن تجعل إيران اللاعب الوحيد في المنطقة بل هل أن العالم يرتضي أن تقوم إيران بدور المالك الوحيد لتلك الثروة التي لم يتم أدراجها ضمن سلع منظمة التجارة العالميةWTO كونها وكما أسلفنا سلعة غير قابلة للمساومة وهل من مصلحة العالم والولايات المتحدة تفتيت العراق وإزالة صمام الأمان الوحيد القادر على احتواء التوسع الإيراني مثلما حصل تاريخيا وجعله دويلات صغيرة لا حول لها و لا قوة سؤال لعل الوحيد الذي يستطيع الإجابة عليه هو السيد بوش .... يتـــــبع